موجز : فقه العمل بحزب :عم:
الأربعاء، 9 يناير 2013
أعمال سورة النبإ
موقع مدرستنا الرسمي
تواصل مع المؤسس
باسم الله الرحمان الرحيم
أعمال سورة النبإ وآياتها 21/40عملا مباركا
عم يتساءلون؟1
الآية 1/أهمية التساؤل : فالسؤال سبيل كبير من سبل العلم والتعلم..لذا فهو طبيعي في الإنسان ..وضروري في كل البرامج التعليمية.والسورة إبتدأت هنا بسؤال : وهذا من أنجع طرق الكتابة اليوم ..فأرقى الكتابات اليوم هي التي تبدأ بتساؤلات أو تطرح تساؤلات للقارئ..وهذا من مناهج القرآن الكريم التي للأسف سبقنا لها الغرب..فيا ليتنا نتعلم من القرآن الكريم حتى منهجية التخاطب والكتابة..فلكل سورة منهجية كبرى يجب أن يستفيد منها كتابنافي التأليف والخطب أيضا.
عن النبإ العظيم 2
2/عظمة القرآن الكريم وكل الإسلام : فقد كثرت التساؤلات حول القرآن الكريم منذ عصر البعثة الشريفة لمدى أهميته وعظم ما جاء به ..وحول كل الغيبيات التي كان يخبر وينبأ بهاالرسول صلوات عليه :من توحيد ويوم للبعث خصوصا ..فلعظمة الإسلام أحدث رجة كبرى في عصر نزوله كانت اساسا لبناء حضارة الإنسان العظيمة منذ ذاك الوقت ولا زال لحد الآن يعجز الكل بما في ذلك كبار العلماء بكل آياته وتعاليمه الشريفة الكريمة : فما أعظمه من نبإ ؟وما أعظمه من دين؟ وما أعظم قرآنه؟ بل هو فوق العظمة..
الذي هم فيه مختلفون 3
3/سنة الإختلاف: وقد إختلف الناس وقت البعثة بين مصدق ومكذب.. وبين كافر ومومن بكل غيبيات الإسلام ..لذا فلا يمكن أبدا أن يكون الناس كلهم أمة واحدة والإختلاف في التدين أمر طبيعي..لكن البعض يريد أن يجعل من هذا الإختلاف حتى بين المسلمين قنطرة لتمرير مؤامراته المشؤومة: لذا يجب على المسلمين الوعي الكبير بأهمية قبول الإختلاف بين الناس وبين مذاهبهم خصوصا.. فاختلاف العلماء واختلاف المذاهب رحمة.. فلا تعصب للمذهب في الإسلام لأن إختلافها إختلاف تنوع لا يجب أن ندنيه إلى إختلافات بل خلافات تضاد وتشاحن وتشنج : وهناك اليوم خطة كبرى من الإمبريالية العالمية للإيقاع بين المذاهب الكبرى الإسلامية للتطاحن بينها خصوصا السنية منها والشيعية: فالتقاتل من أجل المذهب حرام..والإختلاف سنة ما دامت في إطار الإحترام والتناصح ..وقد إختلف فهم الصحابة رضوان الله عليهم حتى تقاتلوا سياسيا لا مذهبيا..لكن الخلاف بين المسلمين مؤامرة شيطانية يجب التصدي لها بحكمة..والله تعالى قال واعتصموا بحبل الله جميعا .. لا بحبل مذاهبكم ..وقال إن الدين عند الله الإسلام ..ولم يفضل أي مذهب ..فحتى إن كان المذهب ضروريا في مستوى معين من عمق التدين فالتعصب له مكروه وغن أدى إلى خلاف فهو حرام.
كلا سيعلمون 4 ثم كلا سيعلمون5
4+5/جهل المتخالفين : فالذين يتخالفون فيما بينهم لحد الخلاف جاهلون بالقرآن الكريم وبشمولية الدين الإسلامي ولو علموا /وسيعلمون غدا يوم القيامة/أنه دين حق شامل لما إختلفوا فيه: لا ككفار ضد المسلمين ولا كمسلمين فيما بينهم :فالإختلاف بين المسلمين إختلاف تنوع وتكامل ونصيحة لا إختلاف كراهية وزجر وتباعد وتنافر كما حال العديد من المذاهب التي مضت في دقائق الفقه لحد تكفير ما سواها..وذلك لجهلها بالقرآن الكريم وعدم علمها ولا عملها به شمولا..ونومئ هنا إلى آفة الجزئية في دراسة الدين : فأصل الخلاف عموما عدم فهم القرآن الكريم كله وبشمولية والإقتصار على بعض الآيات أو بعض العلوم الإسلامية دون غيرها ..أما من فهم القرآن كله فسيعلم حتى أسباب الإختلاف ويجد ألف عذر للمختلفين لا للمتخالفين..ففرق بين الإختلاف المحمود الذي هو رحمة للمومنين والخلاف المذموم الذي هو نقمة على كل الأمة.
4+5/العلم بالقرآن الكريم : فمعظم الناس بل وجل المسلمين جاهلين بالقرآن الكريم وشمولياته ومراميه وغاياته ولهم نظرة جد ضيقة له لحد سجنه من البعض في التبرك والتراتيل الصوتية فقط دون علم به ولا عمل..لكن الله تعالى يأمرنا للعلم بالقرآن الكريم ..وإن لم نعلمه في الدنيا فسنعلم حقائقه في الآخرة لكن بعد فوات الأوان...
4+5/علم الإنسان في الآخرة: ففي القيامة سيكون كل الناس عالمين شاهدين لكل حقائق القرآن وغيبياته لكن هذا العلم وقتها لا ينفع لأنه مضى زمن العمل به.
ألم نجعل الأرض مهادا 6والجبال أوتادا7 وخلقناكم أزواجا 8 وجعلنا نومكم سباتا 9 وجعلنا الليل لباسا10 وجعلنا النهار معاشا 11وبنينا فوقكم سبعا شدادا 12وجعلنا سراجا وهاجا13وانزلنا من المعصرات ماء ثجاجا 14 لنخرج به حبا ونباتا 15 وجنات ألفافا 16
6+7+8+9+10+11+12+13+14+15+16/دعوة الله تعالى للتفكر والتأمل: فالتفكر والتأمل والتدبر في الكتاب المسطور الذي هو قرآننا العظيم.. والكتاب المنظور : الكون كله:دعوة تتوالى هنا وفي العديد من آيات القرآن الكريم ..فالله تعالى يأمرنا هنا :
+ للـتأمل في الأرض وكيف بسطها ومهدها الله لنا وجعل لها الجبال أوتادا تثقلها: بعد أن كانت تدور بسرعة صاروخية : وتمهيد الأرض وتوطيد الجبال كأوتاد توصل له اليوم علماء الجيولوجيا لذا فهذا العلم الذي يتحدث عن كل دقائق الأرض ليمضي ليتكلم حتى عن نشأتها من أعز العلوم التي توطد الإيمان والذي تستحب قراءته للمزيد من قراءة آيات الله الكونية.
+ للـتأمل في زوجيتنا : وكيف خلقنا الله تعالى أزواجا : ذكورا وإناثا لنتكامل :وهاته رحمة كبيرة من الله تعالى ..فقد كان آدم عليه السلام مستوحشا قانطا رغم أنه في الجنة إلى أن خلق الله له أمنا حواء عليها السلام..فالذكر نعمة من الله للأنثى والأنثى نعمة من الله للذكر..وهاته الإزدواجية تستدعي التكامل الوظيفي فيما بينهما فالأنثى تكمل الذكر والذكر يكمل الانثى ..وليس هناك تطابق بينهما بل مساواة في تميز فلكل مميزاته ولا يمكن للرجل أن يكون أنثى كما لا يمكن للانثى أن تملك خصوصية الرجل إلا بمسخ لشخصيتها لذا لعن الله المتمرئين من الرجال والمترجلات من النساء..والحركة النسائية اليهودية القائمة اليوم للمساواة المطلقة بين الرجل والمرأة قائمة لهدفين:
-مسخ الرجولة المسلمة والقضاء على نموذج الرجل المسلم المتميز على المرأة فتحاول ان تمرئ الشباب وتخنتهم
-مسخ الأنوثة المسلمة لجعل الشابات المسلمات كدميات فارغة الباطن والعقل مترجلات حتى في لباسهن ..لا يفرقن بين الرجولة والأنثوية بل ويسعين للترجل: فلا هن يصرن رجالا ولا هن يبقون إناثا وهذا هو قمة المسخ الذي أصبحنا نراه اليوم حتى في شوارعنا وقنواتنا.
فازدواجية الرجل والمرأة زوجية تكامل وتميز لا زوجية تصارع وتشابه وتخنث أو ترجل : فرغم أن الرجل والمرأة سواسي في الاحكام: أي في الحقوق والواجبات : فالإسلام ساوى شريعة بينهما لكن الله تعالى ميز بينهما خلقة ووظيفة: فوظيفتيهما متميزتين ومتباينتين ..ومن الطبيعة التميز والتكامل وإلا فالمسخ..
+للـتأمل في نعمة النوم :فالنوم راحة للبدن والقلب والعقل خصوصا ..وذلك لإسترجاع الإنسان لكافة قواه ..ودون نوم يمرض الإنسان ويفقد تركيزه حتى أن بعض الأطباء أكد أن الإنسان يموت إن لم ينم 40 يوما متتالية..فالنوم إذن نعمة من الله تعالى لجسد وعقل وقلب الإنسان الذي يجب أن نحافظ بتوازن عليه : فكثرته أيضا تمرض : إذ تبلد العقل وترخي الأعضاء وتكدر القلب وتفقد التركيز ..وتفقد العديد من التوازنات الصحية لذا كان الرسول صلوات الله عليه يحافظ دوما على نوم قليل لكن متوازن في الليل فغالبا ما كان لا يقوم إلا ثلت الليل ..كما كان يحافظ على القيلولة وهي إسترخاء ما بعد الغداء والظهر..فهذان وقتان ضروريان للراحة والنوم : الليل.. ثم القيلولة ولو لبضع دقائق.
+ للـتأمل في نعمة الليل: فلولا الليل لما سكنت بكمال جوارح ولا جوانح الإنسان بل ولأضر نور النهار بالعديد من النباتات والحيوانات وبتربة الأرض.. ولما إستطاع الإنسان أن يسكن هذا السكون الذي ينعشنا كل ليلة..فالحمد لله تعالى على نعم الليل والنهار والظلمات والنور.
+ للـتأمل في نعمة النهار : فلولا النهار لما كانت هناك حياة إلا في ظلام وهذا مستحيل في كوننا لحاجة كافة النباتات والحيوانات والإنسان بل والأرض كلها للشمس والنهار..فنحن نتغدى وكل الارض ومخلوقاتها من الشمس إذن دون نهار لا توازن لحياة أرضية سليمة...ولولا النهار لتعسر على الإنسان القديم خصوصا التحرك حتى من مكانه لافتقاده للضوء.فالحمد لله على تسخير النهار لنا والليل
+ للـتأمل في السماوات السبع : والسماء تطلق على كل ما فوق الغلاف الجوي للأرض فالشمس والقمر والنجوم وكل الكواكب من السماء الدنيا:والتي يجب تأملها بحكمة:فهنا دعوة إذن لتأمل علوم الفلك وعلوم الفضاء ما إستطعنا فهي آيات عظيمة شاهدة بشدة على وحدانية الله تعالى لمن تأملها بحكمة..لكن الله تعالى لم يخلق السماء الدنيا وحدها بل سبع سماوات بعضها فوق بعض كما تؤكد العديد من الآ يات والأحاديث الشريفة..وهي سكنى للملائكة الكرام عليهم السلام وعالمهم العلوي الذي لا نعلم عنه الكثير..فهذا الكون الذي نعيش فيه بشموسه بل ومجراته الكبرى لا يساوي سوى نقطة في بحر السماوات فما أعظم الله تعالى وما خلق: فعظمة العالم تشهد على عظمة الله تعالى لمن تأمل.
+للـتأمل في الشمس : وهي مصدر ضوئي كبير ينتفع به أهل الارض أيما إنتفاع بل وللشمس جاذبية بها يستقيم سيران الأرض وكل كواكبها ..كما أنها غداء لجسم الإنسان والأرض والحيوانات والنباتات..ودراسة علومها أيضا يقوي الإيمان والتوحيد: فهي من أعظم آيات الله الكونية . ولا يمكن أن يخلق هذا الكواكب العظيمة سوى رب عظيم سبحانه..بل ولولا الشمس لتكاثرت العديد من الجراثيم والميكروبات ولتكاثرت كل الأوبئة والأمراض التي لا تخطر اليوم على طبيب
+ للـتأمل في المطر: وكيف أنه ينزل بهاته الدقة والترتيب من سحبه ..بل وكيف أن ماءه يتبخر بالشمس من البحر المالح لينزل بعد ذلك مطراعذبا فهاته عملية عجيبة إن تاملتها؟ :فمن البحر للسماء ثم للأرض: فسبحان الله على هاته العملية التي تكتمل بشرب الأرض والنبات للمطر ثم تخزين الله تعالى لهذا الماء في الأرض ليخرج عيونا وأنهارا لشرب الإنسان..فتأمل هنا هاته العملية الإلهية العجيبة
+للـتأمل في إخراج النباتات بالمطر: فتامل كيف ان هذا الماء الشتوي يتفاعل مع البدور وتراب الارض ليخرج كافة النباتات المتنوعة المذاق والالوان والحدائق الملفوفة بالأشجار اليانعة..فتأمل كيف أن الماء واحد دون لون والتربة بلون واحد كما يبدو.. ومع ذلك تخرج بهما ثمار متعددة الألوان والأشكال والمذاقات..أليس هذا عجبا : فسبحان الله تعالى..
إن يوم الفصل كان ميقاتا 17 يوم ينفخ في الصور فتاتون أفواجا 18وفتحت السماء فكانت أبوابا 19وسيرت الجبال فكانت سرابا20
17+18+19+20/نذير يوم القيامة : وهو يوم الفصل الذي يفصل الله به بين كل خلقه ..وبين أهل النعيم وأهل الجحيم بل بين عوالم الجنة وعالم جهنم وجحيمها ..وهو يوم معلوم ميقاته عند الله تعالى وساعته :يؤخره لأجله القريب جدا إقترانا بعمر الدنيا: الذي مضى تقريبا كله والآيات هنا تشير:
+كيف أن إسرافيل عليه السلام رفع الصور ومنذ بعثة الرسول صلوات الله عليه لينفخ النفخة الأولى للقيامة فلا ينتظر سوى الإذن ..ثم ينفخ النفخة الثانية ليقوم الكل للبعث فيأتي الناس افواجا حسب أئمتهم ودياناتهم وأعمالهم للحساب.
+وتفتح أبواب السماء بعد أن غيرت أشكالها وطويت في النفخة الأولى: ويروى أن أبوب السماوات كانت مفتوحة ثم أصبحت تغلق أبوابا أبوابا وبعد بعثة النبي صلى الله عليه وسلم أوصدت وأغلقت كلها:إلا باب التوبة : وإنا لمسنا السماء فوجدناها ملئت حرسا شديدا وشهبا..كما يروي الله تعالى ذلك عن الجن في سورة الجن.فهي موصدة ولم يبق مفتوحا كما يروى سوى باب التوبة.
+تلاشي الجبال : فتدعونا الآيات لتأمل هذا اليوم وكيف تقلع جبال الأرض من مواضعها وتتفتت كهباء وسراب إذ لا تبقى الأرض شيئا وذلك لأن مادة الأرض نفسها مكونة من هباء إن دققنا : فالتراب مكون من ذرات والذرات من جزيئات غير مجسمة إذن الأرض مكونة من لا شيء فالأرض مخلوقة من كثافة وهمية والإنسان من تراب هاته المادة الوهمية فقط ..ولئن دققنا علميا فمادة الدنيا كلها مادة وهمية علميا ..ولهذا تصير الجبال وتتفتت إلى ان تتفتت ذراتها فلا تصير شيئا..وخلق الأرض والإنسان من خلايا وذرات فارغة ماديا يدحض نظرية الفيض الفلسفية القائلة بأن العالم فيض من ذاته سبحانه وتعالى وعلا عن ذلك علوا كبيرا..وبعدها يبدل الله الأرض غير الأرض ..وتأمل هنا إلى غير..فأرض المحشر ليست هي أرضنا هاته بل ستبدل كليا.
إن جهنم كانت مرصادا 21 للطاغين مئابا 22 لابثين فيها أحقابا 23لا يذوقون فيها بردا ولا شرابا 24 إلا حميما وغساقا 25 جزاء وفاقا 26
21+22+23+24+25+26/النذير بجهنم :فجهنم تترقب وتترصد الكافرين والعصاة والظلمة الفجرة والفساق : الطغاة :الذين ستكون هي مثواهم الاخير ومآلهم الأبدي الخالد لا بثين فيها أحقابا : أي ودهورا متتالية لا نهاية لها إلا العصاة من المومنين الذين يغفر لهم بعد حقبة أو حقب.ولا يشرب أهلها أي شراب بارد لذيذ يروي ظمأهم بل شرابهم الحميم وهو شراب بالغ الذروة في الحرارة والغساق وهو قيح وصدأ جلودهم الذي سال من جلودهم وفروجهم بالنيران ..وهذا ليس ظلما لهم بل جزاء موافقا لأعمالهم وكفرهم ..كما أنهم لا يذوقون في هاته الحرارة الشديدة بردا بل إما حرارات كاوية مفرطة الدرجات وإما زمهرير وبرد قاسي لا يقل ضررا من حرارة جهنم..أعاذنا الله منهاآمين
إنهم كانوا لا يرجون حسابا 27
27/كفر أهل جهنم بالحساب : فالجهنميون يعملون كل شيء بحرية في هاته الدنيا دون ظن بأن ذلك متبوع من الله تعالى وسيحاسبون عليه.. بل ويكرهون أن يحدثهم أحد عن هذا الحساب الذي لا يومنون به ولا يرجونه لأعمالهم السيئة الكثيرة وكفرهم الكبير بالله تعالى..فمن أمانيهم الباطلة ألا تكون هناك قيامة ولا حساب.
وكذبوا بآياتنا كذابا 28
28/التكذيب بآيات الله تعالى : فمن صفة الكفار التكذيب بكل آيات الله تعالى المقروءة والمرئية..لكنه وللأسف سرى هذا المرض حتى في المسلمين الذي صار العديد منهم لا يومن عمليا بالعديد من آيات القرآن وهم يتلونها حتى في صلواتهم كما قال تعالى : أفتومنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض؟ فكان الجزاء جهنم..فيجب أن نحذر من هذا الذنب العظيم فلا نومن بالقرآن كله كما حال العديد من المسلمين بل وحتى بعض الجماعات والأحزاب الإسلاموية التي ابتعدت عن المشروع القرآني لتنادي بمشروعها الفكري التغريبي ولو عن حسن نية..ومضللة للمسلمين بأنها ممثلة للإسلام الحقيقي..وكذا بعض الجماعات التي تتخصص فقط في جزء من الإسلام ناكرة لاجتهادات عدم إختصاصها كبعض الزوايا التي تنكر ما سوى تربيتها الروحية : فالتربية الروحية جوهر إسلامي لكنها ليست كل الإسلام الذي جاء لينظم كل الحياة وكل علاقاتها:
+علاقة الإنسان بربه سبحانه
+علاقته بنفسه ومجتمعه والعالم
+علاقته بكل البيئة الكونية
فمن لم يومن على الأقل بتنظيم القرآن الكريم لكل هاته العلاقات واقتصر على واحدة فقط فهو جاهل بالعديد من آيات القرآن الكريم إن لم نقل أنه يومن ببعض الكتاب ويكفر ببعض.
وكل شيء أحصيناه كتابا 29
29كتابة القدر: فالله تعالى أحصى كل أعمال وأقوال وكل أفعال الإنسان التي قدرها عليه بحكمته وعدله وعلى غيره من المخلوقات فكل ما كان وما سيكون عند الله تعالى مكتوب في كتاب القدر...كما أن الملائكة عليهم السلام ينسخون كل أقوالنا وأفعالنا في كتب سنراها يوم القيامة .
فذوقوا فلن نزيدكم إلا عذابا 30
30/زيادة عذاب جهنم: إذ يقول الله تعالى هنا للكفار وذاك بعد آلاف السنين من العذاب : فذوقوا فلن نزيدكم إلا عذابا ..وهي أشد آية على أهل جهنم إذ قبلها كانوا يطلبون من مالك خازن جهنم عليه السلام أن يقضي الله تعالى عليهم أو يخفف عنهم يوما من العذاب لكن الآية تجيبهم بأن ما ذاقوه قليل ويسير أمام ما سياتيهم من عذاب أألم وأشد وأنهم في الجحيم خالدون..
إن للمتقين مفازا 31
31/فوز المتقين : المتقين هم الخائفون الوجلون من الله تعالى الخاشعون له بامتثال كل أوامره واجتناب كل نواهيه الملتمسين مغفرته والنجاة من عذابه ..والمحترزون اليوم بطاعتهم له من معاصيه سبحانه وتعالى...وهؤلاء وحدهم ضمن لهم القرآن الكريم المفازة والفلاح والفوز بالجنة..فالمتقون وحدهم في القرآن هم الفائزون ..ولم يؤكد القرآن فوز كل المسلمين..فافهم وإذا فهمت فاتق الله واعمل للفلاح بالتقوى.:فالفوز ليس لكل المسلمين بل للمتقين منهم فاحذر.
حدائق وأعنابا 32 وكواعب أترابا 33 وكأسا دهاقا 34 لا يسمعون فيها لغوا ولا كذابا 35 جزاء من ربك عطاء حسابا 36
32+33+34+35+36/من نعيم المتقين : فقد أعد الله سبحانه وتعالى في الجنة لعباده المتقين جزاء تقواهم ووفقا لحسناتهم ما لا يمكن هنا وصفه لكن الله تعالى قرب لنا جنتهم بذكره سبحانه وتعالى لبعض الصفات التقريبية لنعيمهم:
+فلهم حدائق عالية الأشجار ناضجة الأعناب الحلوة واللذيذة والجميلة والغزيرة بكل ألوان الثمار التي لا تخطر اليوم على بال أحد..ومساحات هاته الحدائق لا تقدر..فقد طلب ملك من الله تعالى أن يطوف بكل الجنة عليه السلام بأكبر قوة ممكنة فأوحى له بأن يتقوى بأقوى الإجنحة ويطير ما يشاء في رياض الجنة ..وبعد آلاف السنين نزل وهو يبكي بكاء خاشعا لله تعالى فسأله ملك آخر أو كحورية عن سبب بكائه فأجابه بما طلب من الله تعالى وبعد آلاف السننين من الطيران أجابه الله تعالى بأنه لم يكمل حتى روضة من رياض أبي بكر رضي الله عنه..فسبحان من مكن عباده المومنين من هذا الملك العظيم.فطيران أقوى الملائكة لآلاف السنين لا يكمل حتى حديقة من حدائق هذا الصحابي الصديق رضي الله عليه : فالحمد لله على نعمه التي لا تعد ولا تحصى
+وكواعب أترابا:وهن الحوريات الحسان المتساويات في العمر والناهدات المثير جدا جمالهن وبهاؤهن : حتى أنه لو أن إحداهن نزلت للأرض لعبدت من دون الله: فهن باهيات الجمال والحسن مثيرات لأزواجهن وجد ودودات ومحبات وطائعات لهم.
+وكؤوسا دهاقا لذيذة مترعة ومليئة بما لذ وطاب وحلى من لذيذ الخمور والمشروبات التي لا نعلمها اليوم في هاته الدنيا
+وحديثهم حديث جد سام وحكيم وممتع ولذيذ لا لغو فيه أي لا كلام فارغ فيه ولا كذب كما كلام أهل الدنيا اليوم الذين معظمه كلام ساقط لا حكمة فيه ولا فائدة..بل كلام أهل الجنة من ألذ نعيمهم: وكله سلام في سلام
+فلا يسمعون إلا أصواتا جميلة لذيذة حكيم وعذب كلامها ومنطقها
وذلك جزاء لهم وفق ما قدموه من تقوى الله في هاته الحياة الدنيا ..
اللهم آت نفوسنا تقواها وزكها أنت خير من زكاها أنت وليها ومولاها..آمين
رب السماوات والأرض وما بينهما: الرحمان لا يملكون منه خطابا 37
37/توحيد الربوبية : وهو اليقين بأن للعالمين خالق ومدبر وسيد وقيوم واحد أحد هو الله تعالى دون شريك ..
رب السماوات والأرض وما بينهما الرحمان لا يملكون منه خطابا 37 يوم يقوم الروح والملائكة صفا لا يتكلمون إلا من أذن له الرحمان وقال صوابا 38
37+38/من سلطان الله تعالى : فهو سبحانه وتعالى ذو سلطة مطلقة في الدنيا والآخرة..لكن في الآخرة سيظهر سلطانه بنصاعة أكبر حتى أنه لا يستطيع أحد أن ينبش ببنت شفاه أو يتكلم ولو كلمة واحدة حتى ولو كانت حكيمة وصائبة قبل إذنه تعالى..
38/تحري الصواب : وهي خصلة من صفات العقلاء والحكماء التي يجب أن يسعى لها كل مومن فلا يقول إلا صدقا مبتعدا عن اللغو والترثرة الزائدة ولا يتكلم أو يعمل إلا بحكمة دون تهور وخفة.
ذلك اليوم الحق.فمن شاء اتخذ إلى ربه مئابا 39
39/أحقية الساعة: فيوم القيامة يوم حق لا باطل.. ولا باطل فيه أيضا: وهو أكيد قريب لا ريب في ذلك وفيه لا يحكم إلا الحق هازما كل البواطل نحو جهنم..فالحق إسم من أسماء الله الحسنى..والتحلي به إكتساب لصفة رحمانية تنجي صاحبها في هذا اليوم الرهيب الذي لا ينجو منه إلا من آمن بالحق وعمل به وله بصدق
39/مقام الأوبة : وهو الرجوع والتوبة والإياب الدائم لله تعالى في كل صغيرة وكبيرة وبدايته التوبة لله تعالى من كل ذنب وتوحيد التوجه له بوجل وبكل إخلاص وخشوع وخشية ووسطه التقوى الكاملة ونهايته الوصول لله بكرامة الولاء له وحده سبحانه .
إنا أنذرناكم عذابا قريبا يوم ينظر المرء ما قدمت يداه ويقول الكافر يا ليتني كنت ترابا 40
40/نذير القيامة : ففي العديد من آيات القرآن الكريم ينذرنا الله تعالى من هذا اليوم الرهيب الذي من صفاته هنا:
+رؤية كل أحد لكل أفعاله التي جناها في الدنيا وليس قراءتها فقط في كتابه بل رؤيتها كما عند الميزان حيث تجسد كل حسنة وكل سيئة بهيئة يراها صاحبها والله تعالى ورسوله والمومنون كما قال تعالى :وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمومنون..صدق الله العظيم.فالله تعالى ينذرنا من هذا العذاب القريب الذي هو إنذار لنا للكف عن فعل السيئات :فغدا يوم القيامة سيتذكر كل منا أول ما يتذكر سيئاته حتى يوقن بالهلاك التام لولا مغفرته سبحانه وتعالى إن كان مومنا صادق الإيمان ..أما الكافر فيتمنى لو كان مصيره مثل مصير الحيوانات التي سيصيرها الله ترابا بعد القصاص. والله أعلم.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
رسالة أقدم
الصفحة الرئيسية
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق