باسم الله الرحمان الرحيم
أعمال سورة التكوير وآياتها 29/16 عملا مباركا:
إذا الشمس كورت 1 وإذا النجوم انكدرت 2 وإذا الجبال سيرت 3 وإذا العشار عطلت 4 وإذا الوحوش حشرت 5 وإذا البحار سجرت 6 وإذا النفوس زوجت 7 وإذا الموءودة سئلت 8 بأي ذنب قتلت 9 وإذا الصحف نشرت 10 وإذا السماء كشطت 11 وإذا الجحيم سعرت 12 وإذا الجنة أزلفت 13 :
الآيات 1+2+3+4+5+6+7+8+9+10+11+12+13/نذير القيامة : ويستدعي الخوف الكبير والرهبة العظيمة من هذا اليوم المهول الذي تحدد فيه مصائر العباد إما لجحيم جهنم أو لنعيم الجنة وهو يوم تتغير فيه كل معالم الكون ليخرجه الله تعالى من طوره الدنيوي لطوره الأخروي الخالد : وتشير الآيات هنا إلى العديد من التغيرات العظيمة والحوادث الكبرى التي تقع في هذا اليوم الرهيب التي منها :
+تكوير الشمس أي أنها تأخد شكلا دائريا كرويا بعد أن يذهب ويتلاشى شعاعها..فتبدو مستديرة كالبدر دون توهج وأشعة
+إنكدار النجوم : فتتلاشى وتتهاوى ويذهب كل نورها وتوهجها وشعاعها
+تسيير الجبال : فتقتلع من مكانها لتصير سرابا وهباء كلا شيء بعد أن كانت من أقوى أوتدة الأرض ومن أقوى المخلوقات.
+تعطيل العشار : والعشار هي أجود النوق وهي كناية على أغلى ثراء عصر البعثة.. فتبقى النوق الجيدة التي كانت تعشقها العرب منتشرة دون من يعبأ بها وكذا كل ما شاكلها من النعم الدنيوية..فلا أحد سيهتم وقتها بمتع الدنيا ونعمها وبهائمها .
+حشر الوحوش : وهو جمعها في أرض المحشر بسباعها ونمورها وكل وحوشها الضارية المخيفة..فتحشر خاضعة مستكينة ذليلة لله تعالى للحساب حتى أن الله تعالى يقتص لذات القرن لم ضربت من لا قرن لها؟ فسبحانه من عدل حكيم
+تسجير البحار :أي إشتعالها بالبراكين وبمياهها إذ يحتوي الماء والبحري خصوصا على أشد المكونات الكيماوية إشتعالا : فالقنابل الهيدروجينية التي هي من أعتى الأسلحة من الهيدروجين الذي هو مكون مائي ..فتخيل وقد صارت البحار ملاييرا من القنابل والبراكين بأمواج نيرانها المخيفة.
+تزويج النفوس : وهي جمع كل نفس مع شاكلتها فالكفار مع الكفار والمومنين مع المومنين وكل أمة وحدها..كما تعني الآية الكريمة تزويج كل نفس بروحها أي إزدواج الأجساد بالأرواح مرة ثانية وإحياء الموتى وبعثهم
+إقتصاص الموؤودة : وهو طلب الموءودة التي دفنت حية في الجاهلية أو غيرها لماذا قتلت ودفنت بروحها؟..فيقتص الله تعالى من أبيها القاتل: فيومئد يتمنى حتى المومن لو أن له حقوقا عند غيره ولو كانوا آباءه فكل ينادي نفسي نفسي لهول الحساب وافتقار الكل للحسنات.
+نشر الصحف : وهو تطاير كتب الأعمال نحو أصحابها فيعرف كل إنسان كل حسناته وكل سيئاته
+كشط السماء : أي تلاشي أطرافها وتهاوي كل شموسها ونجومها وكواكبها فتنكشط من كل زينتها لتطوى بيمين الرحمان سبحانه وتعالى
+تسعير جهنم : وهو هيجان نيرانها وازياد إشتعالها وغضبها في هذا اليوم بعد أن هي اليوم سوداء مظلمة ساكنة..ففي يوم القيامة ستثور ويزداد سعيرها وهيجانها المهول اللهم أجرنا يا رب يا رحيم
+زلفى الجنة : أي أن الجنة تدنو وتقترب وتتفتح لأهلها من المومنين المفلحين
7/الإيمان بالبعث : وهو التصديق واليقين بإحياء الله تعالى لكل المخلوقات بعد الفناء يوم القيامة
8+9/تحريم الوءد : فقد كان العرب في الجاهلية يقتلون بناتهم خوفا من العار وامتهانا واحتقارا للمرأة..فجاء الإسلام ليدافع عن المرأة حتى وهي رضيعة. فحرم كل العادات الجاهلية الظالمة ليغير نظرة كل العالم للمرأة
8+9/دفاع الإسلام عن المرأة : فبعد أن جرم القرآن الكريم قتلة الموءودات.مضى ليزيل كل النظرة الدونية التي كانت يومئد عن المرأة كسلعة ومناطا للشهوات فقط ليفرض عليها الحجاب معترفا بمساواتها شريعة مع الرجل في الأحكام ويفرض إحترامها كأم وأخت ومسلمة وإنسانة ..وقد كانت تعامل الصحابيات رضي الله عنهن والتابعات كأميرات في بيوتهن..فالإسلام أول من نادى بحقوق المرأة بل و وأول محاميها بعد أن كانت فلسفات العصر وما قبله تعطي نظرة دونية عنها لحد نعتها بالبهيمية وبأنها مخلوق بلا روح.
علمت نفس ما أحضرت 14
14/الكدح للعمل الصالح : فيوم القيامة سيعلم كل منا ما قدم من أعمال : حسنات كانت أم سيئات : لذا وجب الإجتهاد ما دامت لنا فرصة هاته الحياة الدنيا في العمل الصالح لعل الله تعالى يضاعفه لنا ويتقبله منا برحمته وفضله ومغفرته آمين
فلا أقسم بالخنس 15 الجواري الكنس 16 والليل إذا عسعس 17 والصبح إذا تنفس 18
15+16+17+18/جواز قسم الله تعالى وحده بالمخلوقات كقسمه هنا ب:
+الكواكب السيارة التي تظهر وتختفي وهي سارية في كل الكون
+الليل إذا اشتد ظلامة وعسعس
+الصبح إذا بدا نوره فتنفس
إنه لقول رسول كريم 19 ذي قوة عند ذي العرش مكين 20 مطاع ثم أمين 21
19+20+21/الإيمان بررسول الله تعالى جبريل عليه السلام : فيجب الإيمان بأن الله تعالى خلق رسلا من الملائكة كما خلق رسلا من الناس وجبريل عليه السلام هو من أعلى الملائكة ورسول الله الملائكي الأعظم للعالمين عليه السلام ومن صفاته في الآيات أنه:
+كريم : أي كامل الصفات الحميدة عليه السلام كريم في طاعته لله تعالى وفي كل فضائله .
+ذو قوة: أي أن له قوة جد عظيمة ولا تضاهى فتأمل ملاكا تملأ ذاته الأفق ويصعد حتى السماء السابعة وينزل حتى أرضنادون عناء : فأي قوة تقريبية عندنا تكون له عليه السلام؟
+مكين :أي ذو مكانة عظيمة عند الله تعالى وذو رفعة وسمو وشرف بين كل الملائكة وعند كل المومنين حقا .
+مطاع : أي أوامره مقبولة للملإ الأعلى ورسالاته
+أمين : أي أنه يؤدي رسالاته وأماناته على أحسن وجه وبأمانة تامة وصدق وجدية.:عليه السلام
وما صاحبكم بمجنون 22
22/إفتراء الكفار على الرسول صلوات الله تعالى : فبرأه الله تعالى مما قالوا من بهتان عظيم عليه الصلاة والسلام إذ وصفوه بنقائص عديدة لحد نعته بالجنون : وهذا لسفه عقولهم وأخلاقهم.
ولقد رآه بالأفق المبين 23
23/رؤية الرسول صلوات الله عليه لجبريل عليه السلام : وذلك بالأفق الأعلى المبين في السماء السابعة وذلك على صورته العظمى التي لا ينزل بها للأرض..فقد تمثل عليه السلام في الأرض على صورة ّدحية الكلبي ..ولقد رآه الرسول من مكة يملأ الافق لكن الرؤيا في الأفق الأعلى هي الرؤيا المثلى لجبريل عليه السلام ولقد رآها رسول الله صلوات الله عليه فما أعظمها من خلقة نورانية له عليه السلام..
23/معراج الرسول صلوات الله عليه :فوصل حتى الأفق الأعلى المبين وما فوق السماء السابعة وسدرة المنتهى ليخاطبه الله تعالى في هذا المقام العلي العظيم صلوات الله تعالى عليه...بل ولقد وصل الرسول صلوات الله عليه مقاما لم يستطع السمو له حتى جبريل عليه السلام إذ عند سدرة المنتهى قال جبريل عليه السلام للرسول صلوات الله عليه : يا محمد إذا تقدمت اخترقت /أي الحجب / وإذا تقدمت احترقت .فسمى الرسول لما وراء سدرة المنتهى عليه السلام .
وما هو على الغيب بضنين 24
24/أمانة الرسول صلوات الله عليه : فلم يبخل ولم يأل جهدا صلوات الله عليه في تبليغ رسالات الله تعالى للعالمين :بل كان أمينا بمعنى الكلمة دقيقا في التبليغ والرسالة بل ولأمانته عليه الصلاة والسلام كانت العرب تأتمنه على كل شيء حتى قبل البعثة ..وكانوا يسمونه بالأمين عليه الصلاة والسلام لأمانته .
وما هو على الغيب بضنين 24 وما هو بقول شيطان رجيم 25
24+25/صدق الرسول صلوات الله عليه :فلم يكن الرسول صلوات الله عليه ليكذب على الله تعالى وهو من هو في المكارم والأخلاق ..بل وكل سيرته تدل على صدقه والقرآن الكريم وشهادة صحابته الكرام وكذا كل أحاديثه ..
25/ولا يمكن أن يكون قوله قول شيطاني حاشاه عليه السلام : فالشيطان لا يأمر بالحق والخير والفضيلة والمكارم بل بعكس ذلك يأمر لعنه الله تعالى..
فأين تذهبون 26
26/الرجوع لله تعالى : فالآية تسألنا إلى أين نفر ونذهب عن الله تعالى بل يجب هنا تطبيق قوله تعالى : ففروا إلى الله.أي إرجعوا رجوعا قويا وجديا وصادقا مخلصا لسبيله سبحانه وتعالى
إن هو إلا ذكر للعالمين 27
27/التذكر بالقرآن الكريم : فهو أعظم الذكر ومن أعظم المواعظ التي تعيد الإنسان لصوابه وللحق وفعل الخيرات..لذا يجب التذكر والتذكير به وبكثرة تلاوته وتدبره ودراسته والعمل به
لمن شاء منكم أن يستقيم 28
28/الإستقامة : وهي ضد التختل والإعوجاج وتستدعي الإنضباط التام على السنة النبوية الطاهرة فنأتمر بالأوامر والنواهي دون إبتداع ولا إفراط ولا تفريط
وما تشاؤون إلا أن يشاء الله رب العالمين 29
29/مشيئة الله هي العليا : فلله سبحانه وتعالى إرادة ومشبئة كما لنا إرادة ومشيئة لكن لا مشيئة لنا إلا بعد مشيئته فهو القدير القادر المقدر وليس هناك أمر في الكون يكون غصبا عنه بل حتى المعاصي فبمشيئته لكن لا يرضاها : فهو يشاء حتى ما لا يرضى سبحانه من صبور كريم..ومشيئته قدره وقضاؤه.فكل ما شاء كان سبحانه من مريد حكيم..بينما مشيئتنا نحن نسبية لا مطلقة كمشيئته هو تعالى .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق