الأربعاء، 9 يناير 2013

أعمال سورة الإنشقاق



باسم الله الرحمان الرحيم

أعمال سورة الإنشقاق وآياتها 25/20 عملا مباركا:

إذا السماء انشقت 1 وأذنت لربها وحقت 2 وإذا الأرض مدت 3 وألقت ما فيها وتخلت 4 وأذنت لربها وحقت 5

الآيات 1+2+3+4+5/الإنذار بالقيامة : وهي إندثار الكون وتغيره نحو النشأةالآخرة حيث تشير الآيات إلى إنصداع السماء وانشقاقها وهي تطوى بيمين الرحمان سبحانه خاضعة منقادة بكل طواعية وحقت الحاقة التي هي الساعة العظمى للبعث.. وقد انبسطت كل الأرض وزلزلت زلزالها الأعظم وتفجرت مياهها وبحارها وبرها ببراكين عاتية: لتأخد شكلها الخالد الأخروي منقادة خاضعة وقد ألقت كل ما في جوفها من اموات للبعث أحياء..

يا أيها الإنسان إنك كادح إلى ربك كدحا فملاقيه 6

6/الكدح لله: الكدح هو العمل بجد وجدية وصبر مهما تعسرت ظروف هذا العمل وهاته الخاصية توجب على الإنسان الصبر في أعماله الحسنة وفي فعله لكل الحسنات فيجد لله تعالى خالصا مخلصا له في كل أفعاله واقواله وأحواله وكل عباداته ..إذ يجب ان يتعب نفسه وينصب كلما كان لديه فراغ للكدح الصالح لوجهه تعالى

6/الإيمان بالجزاء : إذ يجب اليقين بأن الله تعالى لا يضيع أجر من أحسن عملا فكل كدح لله تعالى لا بد ان يجد ثمرته المومن ناضجة غدا يوم القيامة .

فأما من أوتي كتابه بيمينه 7 فسوف يحاسب حسابا يسيرا 8 وينقلب إلى أهله مسرورا 9 وأما من أوتي كتابه وراء ظهره 10 فسوف يدعو ثبورا 11 ويصلى سعيرا 12

7+8+9+10+11+12+/الإيمان بتطاير الصحف: إذ غدا يوم القيامة تتطاير كل كتب الأعمال نحو أصحابها :فالمومن المفلح يأخد كتابه بيمينه فيفرح بذلك وينقلب نحو أهله من أصحاب الجنة فرحا مسرورا مغتبطا غبطة الأبد..بينما يأخد الكفار كتبهم إما بشمائلهم او وراء ظهورهم وقيل : بشمائلهم من وراء ظهورهم..إذاك يتيقنون بالهلاك والخسران المبين منادين : واثبوراه ومولولين في تعاسة وندم وأسف وأسى مضني ..وهم يقادون للدخول مع الشياطين إلى جهنم

12/الإنذار بجهنم: إذ يجب الخوف من أن يكون مصيرنا مصير هؤلاء الكفرة فنصلى ونلقى ونقدف في نار الجحيم الكبرى التي تتسعر من آلامها القلوب والجلود وكل جوارح وجوانح وضمائر الإنس والجن.فيجب أن نتعلم الخوف منها وذاك يقتضي تخيلها من خلال القرآن والحديث فهي والله جد مهولة وعتية أجارنا الله تعالى بمغفرته منها ورحمته.

إنه كان في أهله مسرورا 13

13/ذم الفرح بالدنيا: فالكفار اليوم فرحين فاكهين مطمئنين لا بذكر الله تعالى بل بالدنيا وتكاثراتها ومتاعها :فيعيشون سرور السكارى الذي هو سرور أحمق يظنونه سعادة..لذا فمن صفات الكفار والمنافقين الفرح بالدنيا بينما من صفات المومنين الطمأنينة بذكر الله تعالى والسعادة بعبادته لا بشهوات ومتاع هاته الدنيا الفانية...فالدنيا خير ما فيها الزهد فيها.

إنه ظن أن لن يحور 14

14/ الكفر بالبعث : وهي عقيدة الملحدين والمنافقين والكفار إذ يظنون أن لا آخرة وإنما هي حياة دنيا فقط وأبدية..فلا يومنون بحياة بعد الموت أبدا رغم أن الله تعالى ضرب أمثالا كبيرة على إحيائه للموتى : كإحيائه لبقرة بني إسرائيل ولطيور إبراهيم عليه السلام ولحمار عزير عليه السلام بل وإذنه لمخلوق وهو: عيسى عليه السلام بإحياء الموتى فكيف لا يكون سبحانه وتعالى قادرا على البعث وهو الخالق الخبير العليم سبحانه وتعالى؟

بلى إن ربه كان به بصيرا 15

15/الإيمان باسمه تعالى البصير : فالله سبحانه وتعالى ينظر برؤيا تليق بجلاله وكماله وجماله لا للصور بل للقلوب فهو منزه سبحانه وتعالى أن يرى العالم كما يراه المخلوق بل له رؤيا نورانية لا يعلمها إلا هو سبحانه

فلا أقسم بالشفق 16 والليل وما وسق 17 والقمر إذا اتسق 17

16+17+18/جواز قسم الله تعالى وحده بالمخلوقات : كقسمه هنا بحمرة الغروب وبالليل حين يجمع ظلامه: كل ما تفرق بالنهار. والقمر حين يكتمل بدره ونوره.

لتركبن طبقا عن طبق 19

19/أهوال القيامة: فسيمر الإنسان بأحوال وأهوال عتية وشديدة متطابقة ومتتالية غدا يوم القيام تشيب لها الأولاد وتقشعر من هولها الأرواح والقلوب ..ثم تكون الجنة درجات بعضها فوق بعض .. وجهنم دركات بعضها تحت بعض سترك يا رب

19/الجنة درجات: فيعلوا المومنين غدا درجات الجنة طبقة فوق طبقة

19/الجحيم دركات: كما سينزل الكفار طبقات النار دركا تحت درك اللهم أجرنا من دركات النار.

فما لهم لا يومنون 20

20/ليس للكفر أسباب: إلا نفس الكافر والمنافق الشريرة فكل شرير لا يمكن أن يومن بالخير ..وكل باطل لا يمكن ان يومن بالحق.. فمن كان شرا وباطلا كان كافرا وكانت له جهنم ومن كان خيرا وحقا كان مومنا وكانت له الجنة..فسبب الكفر إذن هو جوهر الإنسان الشرير لا الظروف أو الواقع فالكفر جوهر نفسي كما الإيمان .

وإذا قرئ عليهم القرآن لا يسجدون 21

21/قراءة القرآن الكريم : وهي من أجل الاذكار التي يتقرب بها لله تعالى..فليس هناك ذكر أحسن من قراءة كلامه سبحانه وتعالى بتدبر وترتيل وتأني ودون عجلة

21/كثرة الصلاة والسجود: فأقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد وقد قال الرسول صلوات الله عليه للصحابي الجليل الذي سأله مرافقته في الجنة رضي الله عنه: أعني على نفسك بكثرة السجود..وقال صلوات الله عليه : أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد فاكثروا الدعاء .

21/سجود التلاوة : إذ هناك بعض الآيات التي يستحب فيها السجود وهي معلومة ومرموزة في القرآن الكريم ويعلمها جيدا حفظته..ويستحب الدعاء بها ب : اللهم إني أسألك من خير ما سألك منه عبدك داوود واعود بك من شر ما سألك منه عبدك داوود لأنه أول من سن سجود التلاوة عليه السلام

أو تقول داعيا : اللهم إني أسألك من خير ما سألك عبدك محمد وأعوذ بك من شر ما استعاذ بك منه عبدك محمد ..عليه السلام

بل الذين كفروا يكذبون 22

22/تكذيب الكفار : من علامة المنافقين والكفار عدم التصديق لا بما أتى به الرسل الكرام عليهم السلام فحسب :بل سوء الظن وتكذيب الآخرين وسوء الظن في كل شيء وأحد تقريبا..فالأصل في المومن التصديق والثقة والأصل في الكافر التكذيب..

والله أعلم بما يوعون 23

23/علم الله تعالى : فهو سبحانه وتعالى يعلم كل ما جل وعظم وكل ما دق وحقر ..ألا يعلم وهو اللطيف الخبير؟ فهو الخالق سبحانه.. فكيف لا يعلم الشيء من هو خالقه وموجده؟فهو إذن سبحانه خبير عليم بكل علم :ما نعلم وما لا يمكن أن نعلم ..بل وعلمه ليس مكتسبا بل هو عليم بذاته سبحانه..لكن الكفار والمنافقين يظنون ان الله ليس بمطلع على أسرارهم وهو العليم الخبير .

فبشرهم بعذاب أليم 24

24/إنذار الكفار : وذلك بأنهم :إن لم ينتهوا عن غيهم وضلالهم فلهم في هاته الدنيا معيشة ضنكا ولهم في الآخرة عذاب أليم في القبر وفي جهنم..

إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات لهم أجر غير ممنون 25

25/تبشير المومنين العاملين: فلا إيمان دون عمل صالح ..ومن كان له هذا الإيمان العملي فله البشرى بأجر غير ممنون أي غير مقطوع ومستحق منه تعالى فضلا ورحمة على إيمانه الخالص الصادق وعمله الصالح

فاللهم أعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك آمين

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق