الأربعاء، 9 يناير 2013

أعمال سورة البروج



باسم الله الرحمان الرحيم

أعمال سورة البروج وآياتها 22/29 عملا مباركا:

والسماء ذات البروج 1 واليوم الموعود 2 وشاهد مشهود3

الآيات1+2+3/ جواز قسم الله تعالى وحده بالمخلوقات : كقسمه هنا بالسماء التي تسري الكواكب في منازلها وبروجها وقسمه بيوم القيامة الذي وعد به الله تعالى كل المخلوقات وقسمه بمقام الشهود وكل عالم الشهادة :الشاهد والمشهود.

قتل أصحاب الأخدود4 النار ذات الوقود5إذ هم عليها قعود6 وهم على ما يفعلون بالمومنين شهود7وما نقموا منهم إلا أن يومنوا بالله العزيز الحميد 8

4+5+6+7+8/هلاك أصحاب الأخدود: وهم الظلمة الذين حفروا خندقا كبيرا أضرموا فيه نيرانا لحرق المومنين..وجلسوا يشاهدونها تحرق المومنين متفرجين بانتقام ونقمة على محرقتهم.. فتهاوى المومنون فيها لحد شدة إشتعالها وهيجانها حتى على هؤلاء الظلمة فأهلكتهم جميعا..

8/نقمة الكفار على أهل الإيمان :فلا يخلو زمان من جبابرة كافرين ناقمين على أهل الإيمان..فالعداوة ثابتة على مر الدهور بين أهل الكفر واهل الإيمان واليقين..

8/الإيمان باسمه تعالى العزيز : وهو صاحب العز والعزة والمجد والعظمة والكبرياء الذي لا يذل أبدا

8/الإيمان باسمه تعالى الحميد : وهو الكثير الحمد منه تعالى ومن خلقه لنفسه ..والشاكر للمومنين...والذي صفاته كله محامد.

الذي له ملك السماوات والأرض.والله على كل شيء شهيد 9

9/الإيمان باسمه تعالى الملك : وهو المتحكم في كل شيء وأمر من أمور العالمين والمهيمن على جميع العوالم بمن وبما فيها سبحانه وتعالى

9/الإيمان باسمه تعالى المالك : أي الذي له كل شيء والذي هو رب كل العالمين

9/الإيمان باسمه تعالى الشهيد : أي البليغ المشاهدة والشهادة على كل ما في العالمين وكل المخلوقات.

إن الذين فتنوا المومنين والمومنات ثم لم يتوبوا فلهم عذاب جهنم ولهم عذاب الحريق 10

10/فتنة الكفار للمومنين : فيجب على كل مومن أن يكون مستعدا للصبر على بلايا وفتن وأذى الكفار في هاته الحياة الدنياولو من بعيد.. فالكافر يوذي المومن بمعاملاته ولو لم تمسه .

10/التوبة من أذية المومنين : وذاك بالإمساك عن أذاهم والإستغفار لهم

10/وعيد الظالمين : فكل من يوذي مخلوقا يجازى بفعله ويعاقب غدا يوم القيامة فما بالك بمن يوذي المومنين ؟لذا وعد الله تعالى كل من يفتن المومنين بجهنم وعذابها الأليم المحرق غدا في الدار الآخرة إن لم يتب عن جرمه.وربما في هاته الدنيا عجل له جزءا من العقاب.. كما فعل سبحانه وتعالى بأصحاب الأخدود الذي عجل لهم الحريق في الدنيا قبل الآخرة.

إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات لهم جنات تجري من تحتها الأنهار ذلك الفوز الكبير 11

11/الإيمان : وهو التصديق بكل ما جاء به الرسل عليهم السلام وبما جاء به رسولنا الخاتم عليه الصلاة والسلام وله 6 أركان هي: الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله وباليوم الآخر وبالقدر خيره وشره.

11/العمل الصالح : وهي كل الأعمال النافعة والحسنة المتمثلة في كل الحسنات التي حث عليها ديننا الحنيف..ولا حظ هنا أن الله تعالى كل ما ذكر الإيمان تلاه بالعمل الصالح ليتبين أن لا إيمان بلا عمل صالح وكل من يدعي الإيمان وهو غارق في المعاصي فإيمانه على الأقل ناقص.

11/فوز المومنين العاملين : فالله تعالى لم يعد بالفوز إلا المومنين العاملين :فلا إيمان دون عمل صالح ولا عمل صالح دون إيمان ..حتى أن الرسول صلوات الله عليه قال : الإيمان ما وقر في القلب وصدقه العمل ..لذا لا يدخل الجنة دون عقاب إلا المومنين العاملين..والإيمان الحق هو الذي يثمر العمل الصالح .وبالتالي الفوز الكبير غدا يوم القيامة..فوعد الله تعالى المومنين العاملين بالفوز الكبير وهو دخول الجنة ورضوانه تعالى .

إن بطش ربك لشديد 12

12/الإيمان ببطش الله تعالى : وهو أخذه الشديد وتنكيله بالكفرة والعصاة والمذنبين : فمن الناس من يتمادى في الذنوب بدعوى أن الله غفور رحيم فهذا لا يومن بالعديد من أسمائه الحسنى التي منها القهار والجبار والمنتقم وغيرها فيجب أن لا ننسى أبدا أن الله تعالى شديد البطش شديد العذاب والتنكيل ..كما أنه من الممكن أن يبتلي المومن بمصائب تبطش به لكن ذلك يحتوي رحمة منه وترقية له نحو مقام الصابرين فأكثركم بلاء الأنبياء فالأمثل فالأمثل.غفرانك اللهم آمين.

إنه هو يبدئ ويعيد 13

13/الإيمان باسمه تعالى المبدئ : وهو الذي بدأ الخلق أول مرة وأبدعه وبرأه دون مثال مسبق فهو المبدع الخالق المصور سبحانه.

13/الإيمان باسمه تعالى المعيد : أي الذي سيعيد مرة ثانية الخلق بعد فناء كل المخلوقات : فكما خلقنا أول مرة سيعيدنا مرة ثانية يوم القيامة سبحانه وتعالى .

وهو الغفور الودود 14

14/الإيمان باسمه تعالى الغفور : وهو المتسامح والحليم والعفو الغفار الذي يتجاوز عن عبيده ويستر ويخفي عوراتهم وذنوبهم

14/الإيمان باسمه تعالى الودود : وهو المتودد والمحب والمحبوب لخلقه والرؤوف بهم ومعهم.

ذو العرش المجيد 15

15/الإيمان بالعرش العظيم : وهو عرش الله تعالى الذي إستوى عليه سبحانه إستواء لا نعلمه..وهو أعظم مخلوق ولا تعرف له ماهيةسوى أن الله استوى عليه برحمانيته.

15/الإيمان باسمه المجيد :أي العظيم والجليل والمتعالي والعزيز ذو المجد والعزة والكبرياء والعظمة .

فعال لما يريد 16

16/فعل وإرادة الله تعالى : فالله تعالى ليس كما يظن بعض الزنادقة من اليهود الذين قالوا : يد الله مغلولة بل هو فعال في كل العالمين لا تحد له مشيئة ولا إرادة ولا فعل: يتصرف كما يشاء بحكمته ..ويفعل في أكوانه وعوالمه بيسر كل ما يريد بل : إنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون..فإرادته إذن فعله..وليس لمخلوق ذلك.

16/الإيمان باسمه تعالى المريد : أي أنه سبحانه إيجابي وليس سلبيا دون مشيئة ولا إرادة كما يظن اليهود لعنهم الله: بل إرادته فوق كل الإرادات ولا إرادة لأحد إلا بعد إرادته :فمن إرادته تتوزع كل الإرادات الاخرى سبحانه من ملك حكيم مهيمن:فكل يوم هو في شأن.

هل أتاك حديث الجنود 17 فرعون وثمود18

17+18/تنكيل الله تعالى بفرعون وجنده : وهم جبابرة زمانهم أرسل الله لهم موسى عليه السلام لتحرير بني إسرائيل الذين كانوا يستعبدونهم فأبوا إلا الكفر والمزيد من الطغيان فأغرقهم الله تعالى في البحر بعد أن أنجى موسى عليه السلام ومن معه..وقصصهم ترويها العديد من سور القرآن الكريم..بل إن قصة موسى وفرعون وعموما بني إسرائيل من أكثر القصص تردادا في القرآن الكريم.

17+18/تنكيله تعالى بثمود : وهم قوم صالح عليه السلام الذين طلبوا منه معجزة على رسالته فأرسل الله لهم ناقة عظيمة كمعجزة إلا أنهم عقروها فنكل الله بهم أيما تنكيل ويوم القيامة هم من المقبوحين .

بل الذين كفروا في تكذيب 19

19/التكذيب سمة كفر : فمن الناس من يجعل التكذيب هو السمة الأولى لكل معاملاته فيكون ظنه دوما سيئا بالناس يكذبهم في كل أقوالهم كما حال الكفار حتى مع الرسل ..فتسبيق التكذيب على التصديق من سوء الظن بالله وبالناس والأولى أن نسبق حسن الظن والتصديق إلى أنيثبت العكس فالمومن كيس فطن لكنه ليس بسيء الظن.فيجب أن لا يكون التكذيب لنا طبعا..والتكذيب من الكذب فعادة ما يكون المكذب كاذبا بطبعه.

والله من ورائهم محيط 20

20/الإيمان باسمه تعالى المحيط : أي الذي يحيط علمه بكل الكائنات وبكل العالمين..ومحيط بكل العالمين بسعة كل أسمائه الحسنى وصفاته العلى سبحانه وتعالى..

بل هو قرآن مجيد21

21/مجيدية القرآن المجيد: القرآن كتاب عظيم طاهر عزيز ذو مكانة وقيمة كبرى عند الله تعالى وعند الرسل والملائكة عليهم السلام وكل المومنين فهو مجيد كريم عظيم مقدس وليس هذا سوى للكتب الإلهية المقدسة..ومما ابتليت به البشرية تقديس بعض الزعماء لكتبهم كأنها كتب سماوية منزهة عن الزلل ..بل كل كتاب دون القرآن الكريم محط تصحيح لأن الكتب الإلهية السابقة نفسها قد حرفت ..فلا قدسية لكتاب اليوم سوى للقرآن الكريم .

في لوح محفوظ 22

22/الإيمان باللوح المحفوظ : وهو من أعظم المخلوقات والذي خط فيه القلم الأعلى كل ما كان وما يكون إلى يوم القيامة بما في ذلك القرآن الكريم الذي سطر أول مرة من القلم الأعلى في هذا اللوح المحفوظ عند الله تعالى.واللوح المحفوظ لوح لا نعلم له هوية خطت فيه كل المعارف التي تهم المخلوقات حتى يوم القيامة..وليس كما يظن البعض كل المعارف الإلهية بل علوم الله لا يحدها لوح ولا سماوات ولا أرضين : فلو كان البحر مدادا لكلمات ربي لنفذ البحر قبل أن تنفد كلمات ربي ولو مدت ورائه ملايير البحار سبحانه وتعالى.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق