باسم الله الرحمان الرحيم
أعمال سورة عبس وآياتها 42/25 عملا مباركا:
عبس وتولى 1 أن جاءه الأعمى 2 وما يدريك لعله يزكى 3أو يذكر فتنفعه الذكرى 4أما من استغنى 5 فأنت له تصدى 6 وما عليك ألا يزكى 7 وأما من جاءك يسعى 8 وهو يخشى 9 فأنت عنه تلهى 10
الآيات 1+2+3+4+5+6+7+8+9+10/عشرة عبر: فالآيات الكريمة تروي حدث إعراض الرسول صلوات الله عليه وقطوب وجهه الشريف: فعبس وتولى من مجيء الصحابي الجليل إبن أم مكثوم وقد كان كفيفا يسعى للتعليم والتربية والتزكية على يديه الشريفتين والرسول صلوات الله عليه منشغل بحوار أحد وجهاء قريش بهدف إيمانه وإسلامه وقد كان رسول الله صلوت الله عليه متحمسا أيما تحمس لهذ الوجيه من قريش لكن أتى إبن أم مكثوم في وقت كان صلوت ربي عليه يريد فيه الإنفراد بهذ القرشي فتقطب وعبس: ليومئ إليه سبحانه وتعالى بأن الأولى إستقبال إبن أم مكثوم أيضا مع هذا لقرشي: ومن هذه الحادثة نعتبر بما يلي:
+ذم العبوس: وهو تقطيب الوجه غضبا أو حزنا أو قلقا وتضجرا: وقد كان رسول الله صلوات الله عليه بساما بشوشا لا يغصب إلا إذا نتهكت أمامه محارم الله تعالى وقد قال عليه السلام : لا تحقر من المعروف شيئا ولو أن تلقى أخاك بوجه طليق.
+ذم الإعراض عن الناس: فمن المساوئ أن يقبل أحد مهما يكن لحاجة فلا تعطيه وقته وتنشغل عليه معرضا عنه..بل من الآداب الرفيعة أن ترد سلامه ببشاشة وتقضي حاجته أو تعتدر بحسنى إن تعدرت عليك مساعدته
+تفضيل المومن الفقير على الكافر ذو الجاه والمال: فيجب أن نشعر في قرارة أنفسنا بأن المومن مهما يكن حاله ولو كان فقيرامعوقا فهو خير من أي كافر مهما ملك..بينما نرى العديد من المتمسلمين يزدرون ذوي الدين والإيمان ويحتقرونهم ويعزون كل أولي الدنيا مهما يكن فجورهم وضلالهم وذاك من صفات اليهود التي سرت وللأسف في الأمة : فاليهود معيارهم الدنيا وكل من شاكلهم بينما الله تعالى والرسول صلوات الله عليه والمومنون معيارهم الآخرة والإيمان
+التزكية : وهي طلب التعليم والتربية والطهارة والتطهر بسنة المصطفى عليه الصلاة والسلام والقرآن الكريم في بعثته وعلى يد العلماء العاملين بعده عليه الصلاة والسلام
+التذكر : وهو الإتعاظ بكل ما يرى الإنسان أو يسمع وتذكر الآخرة دوما وقرب الموت فعمر الإنسان قصير وكثرة ذكر الله تعالى..والإعتبار بكل الدروس والمحاضرت والكتب الإسلامية وعلى رأسها القرآن الكريم وأحاديث الرسول صلوات الله عليه
+التذكير : وهو تقديم النصح والموعظة والعبر لكل الناس بهدف دعوتهم للإسلام إن كانوا ضالين أوتذكيرهم إن كانوا مومنين : وذكر فإن الذكرى تنفع المومنين.
+منفعة الذكرى : وهي أن التذكير والتذكر مفيد جدا للمومنين وعامة المسلمين فهو يزيدهم ثباتا وحرصا على الدين ويقوي إيمانهم ويوعيهم.
+ذم الإستغناء بالدنيا : وهو أن يفرح الإنسان بما ملك من مال وجاه دنيوي فيعجب بنفسه وينسى كل أمور الآخرة مغرورا بنفسه وبالدنيا
+السعي للتزكية : وذلك على يد الرسول صلوات الله عليه والصحابة رضوان الله عليهم بعده ثم التابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين من العلماء العاملين
+الخشية من الله تعالى : وهي الخوف الممزوج بالإيمان والوجل من الله تعالى وعذابه ومكره ومقامه العظيم..
كلا إنها تذكرة 11
11/من آداب العالم المربي: تبين الآيات الكريمة السالفة وهنا في هاته الآية بلفظ كلا: أن يكون العالم المربي الداعية سمحا مقبلا على الناس مذكرا لهم معتنيا كثيرا بمن يراهم ذوي عزيمة كبرى للتعلم والتربية.
11/القرآن أعظم تذكرة: ومن أعظم أساليب الإتعاظ والتزكية كثرة قراءة القرآن وتدبره وترتيله بهدف العمل به..فهو يقوي الإيمان ويصفي النفوس والقلوب ويبعث على كل صالح الأعمال لمن تلاه حق تلاوته: ورتل القرآن ترتيلا..فالترتيل لا يعني هنا التجويد بالصوت فقط بل القرءة بصوت حسن دون عجلة وبتدبر من أجل الإتعاظ والتعلم من آياته الكريمة والتزكيةوالعمل به
فمن شاء ذكره 12
12/الدعوة للذكر: فمن أجل العبادات ذكر الله تعالى بجميع ألوان العبادات من قراءة وتدبر القرآن إلى الأذكار المسنونة والدعوات إلى الصلوات والنوافل إلى تعلم وطلب العلم في الدين خصوصا والتفكر في كل العلوم الدينية والكونية لوجه الله تعالى..فهاته من أجل العبادات بل وهي كل العبادات الهامة الفردية لكل مومن ولا أقول مسلم لأن المسلم العادي إن لم تخالط قلبه بشاشة الإيمان يصعب عليه الذكر والتعلم
في صحف مكرمة 13
13/تكريم القرآن : فالله تعالى جعل القرآن لكريم كريما أي غزير المواعظ والعلوم والمنافع مكرما أي معظما ذو قيمة كبرى عند الله تعالى وكل صالحي المومنين
مرفوعة مطهرة 14
14/رفعة القرآن الكريم : فهو عالي القدر ومكتوب في أعلى لوح : وهو اللوح المحفوظ..فهو رفيع الدرجة والمقام ورفيع عال في كل آياته الكرام
14/طهارة القرآن الكريم : فهو مطهر من كل ما في سواه من الكتب من نقائص: فلا يشوبه خطإ ولا نقص مهما دق فهو طاهر في كل آياته وعلومه التي كلها علوم حقة لا درن عليها.
بأيدي سفرة 15
15/نسخ الملائكة للقرآن الكريم: فهو مكتوب في صحف مكرمة مرفوعة مطهرة بأيدى الملائكة الكرام عليهم السلام من اللوح المحفوظ..
15/علم الملائكة بالقرآن الكريم : فالقرآن الكريم جاء رسالة تكليف للبشر والجن وتشريف للملائكة فهم ينتفعون به أيما إنتفاع ويفقهونه فقها لا يمكن أن نصله نحن لأنهم يدروسه في عالم أسمى من عالمنا ويتعبدون به في السماوات العلى فما أعلى علمهم به وفهمهم له وعباداتهم المطهرة الطاهرة السمية السماوية به عليهم السلام
كرام بررة 16
16/كرم الملائكة عليهم السلام : وهو تحليهم بكل أخلاق السماحة وكل علي الفضائل
16/بر الملائكة عليهم السلام : وهو طاعتهم التامة لله تعالى في كل صغيرة وكبيرة
قتل الإنسان ما أكفره 17
17/لعنة الله تعالى للكافر: فالكافر مقتول القلب والروح وهو في الحياة وملعون مبعد عن رحمة الله تعالى هنا وبعد الممات
17/مبالعة الإنسان في الكفر : فالإنسان أعطاه الله من المكارم ما لم يعط العديد من مخلوقاته لكنه رغم ذلك جحود ناكر للنعم لحد نكرانه لله تعالى ذاته ولتوحيده ومبالغته في الفجور والجحود والمعاصي والذنوب
من أي شيء خلقه 18
18/الإنسان مخلوق: فهو إذن لم يخلق نفسه: إذن له خالق هو الله تعالى ..ولا يمكن أن ينكر أن الإنسان مخلوق إلا أحمق مجنون مخبول ولا يمكن أن ينكر أن له ربا خالقا إلا بليدا لا عقل له ولا ذكاء
من نطفة خلقه فقدره 19
19/خلق الإنسان من نطفة : وهاته آية من آيات الإعجاز العلمي في القرآن الكريم إذ كان الناس يعلمون أن الإنسان مخلوق من ماء الذكر والأنثى لكن القرآن دقق هذا بيولوجيا ليؤكد كما تثبت كل العلوم الطبية والبيولوجية اليوم أن الإنسان خلق من نطفة واحدة من مني الرجل وحدها تدخل لبويضة المرأة..فالرجل يقدف ملايين النطف عند كل جماع لكن لا تدخل البويضة الأنثوية سوى نطفة واحدة من هذا المني فسبحان من خلق..وهاته دعوة لنعتبر بكل علوم الولادة وكل علوم البيولوجيا
19/قدر الله تعالى على الإنسان: فقدر خلقه كما قضى وأبرم قضاءه في جميع أطور حياته هنا وفي الآخرة فقدر كل شيء عليه حتى أنفاسه
19/الإيمان بالقضاء والقدر : وهو الركن السادس من أركان الإيمان بعد الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر..فيجب أن نومن بأن كل ما أصابنا من خير أو شر فهو مقدر منه تعالى فهو وحده الضار النافع..وهذا لا يعني أن الإنسان مسير في كل أموره بل هناك أمور مجبرة على الإنسان ومسير فيها كجنسه ومولده وأبويه بينما هو مخير في إختيار أي من أعماله وأفعاله وأقواله: لكن الله تعالى عليم بما سيفعل الإنسان هنا وفي الآخرة فعلمه بأعمالنا وأقوالنا وحياتنا كلها سبق أفعالناهنا وفي الآخرة لذا فهو قد قدر كل ما عملنا وما سنعمل: فعلمه سبق عملنا فكتبه فذاك هو القدر المكتوب علينا: فنحن إذن مسيرون في ما لا حرية لنا فيه مخيرون في أعمالنا وأقوالنا وكل أفعالنا لكن مشيئة الله فوق مشيئتنا فلا نفعل حسنة ولا معصية إلا بمشيئته وإن لم يرضى على معاصينا: فمشيئته لا تعني رضاه تعالى فهو قدر وشاء سبحانه ما لا يرضى عنه فيا له من صبور قدير
ثم السبيل يسره 20
20/يسر الإسلام : فسبيل الإستقامة ميسر سهل لمن أراد أن يستقيم ويتقي الله..فليس أمامه من عقبة سوى حسن التوكل والنية الحسنة
20/يسر الضلال: فالله يسر أيضا سبيل من أراد الغوى وغرته الحياة الدنيا فسهل عليه إرتكاب المعاصي ..فكلا السبيلين ميسرين : الهدى أو الضلال..
ثم أماته فأقبره 21
21/حتمية الموت : فلا أحد من المخلوقات يمكن أن ينجو من الموت إلا من شاء الله تعالى..فالموت على الإنس كلهم قدر مقدور..فقد مات محمد صلوات الله عليه وهو خير خلق الله تعالى ولا خلود لأحد في هاته الدنيا إطلاقا
21/تكريم الدفن : فالله أكرم المسلمين بنعمة الدفن التي فيها العديد من المنافع للميت ومن بعده من الأحياء..فأكرمنا بهاته السنة النبوية وغيرنا من الملل يتلاعبون بموتاهم لحد إحراقهم بالنار في الدنيا قبل الآخرة فالحمد لله تعالى على نعمة الدفن والقبر فهو بداية نعيم المومن
ثم إذا شاء أنشره 22
22/الإيمان بالنشور : وهو التصديق ببعث الله تعالى لكل الموتى يوم القيامة متى شاء ذلك سبحانه وتعالى
كلا لما يقض ما أمره 23
23/الإمتثال لأمر الله تعالى : وذلك بالإئتمار بكل أوامره واجتناب كل نواهيه سبحانه وتعالى..لكن معظم الناس كما تشير الآية الكريمة لا يفعلون ما أمروا به وغرتهم هاته الحياة العاجلة الفانية الدنية:
فلينظر الإنسان إلى طعامه 12 أنا صببنا الماء صبا 25 ثم شققنا الأرض شقا26 فأنبتنا فيها حبا 27 وعنبا وقضبا 28 وزيتونا ونخلا 29 وحدائق غلبا 30 وفاكهة وأبا31
24+25+26+27+28+29+30+31/التأمل في الأطعمة:فالتفكر في اللقمة عبادة من أجل العبادات لذا أمرنا الله تعالى هنا أن نتأمل كل طعامنا وخصوصا هنا النباتي وكيف أن الله تعالى أمطر عليه المطر من السماء وشق الأرض بهذا المطر ثم بالنباتات عند نموها لينبت سبحانه وتعالى لنا الحبوب المغدية والأعناب الحلوة والقضب وهو كل أنواع العلف لبهائمنا حتى تسمن والزيتون الدسم اللذيذ والنخل ذو الثمار المتنوعة اللذيذة الحلوة والحدئق ذات الأشجار المتلاصقة بشتى أنواعها وجميع أنواع الفواكه العديدة وكل الكلأ والأعشاب النباتية وهاته الآيات تدعونا إذن إلى الإهتمام ب:
+علوم الطقس : وكيف أن الله تعالى يأتي بالمطر من البحر المالح حتى مزارعنا فقراءة علوم الطقس وكيف يتكون السحاب والبرق والرعد من العلوم التي تؤكد اليقين التام في الخالق تعالى
+علوم النباتات:وهي علوم كثيرة ذات شعب كثيرة يجب على المسلمين الإهتمام بها عبادة لله تعالى وتفكرا أيضا فيها ثم إنتفاعا بها في دنياهم
+الدعوة للفلاحة : وهو العمل على إنتاج كل المنتوجات الفلاحية :الزراعية والرعوية من أراضينا وعدم الإعتماد على الآخر فلاحيا ولا في اي شيء : فهناك مخططات والله كارثية لتجويع العالم الإسلامي مستقبلا والتحكم في غدائه وقد بدأت بالسيطرة عى كل مشاريعنا الفلاحية حتى أن العديد من الدول المسلمة اليوم يتحكم في مشاريعها حتى الفلاحية أعداؤنا الذين نعلم يقينا وهذا مذاع بأن لهم مخططات لتجويعنا..وهاته دعوة لأولي الأمر خصوصا..
متاعا لكم ولأنعامكم 32
32/خسة متاع وأطعمة الدنيا : فرغم عظم هاته الأطعمة فليست سوى متاع ووسائل لتقوية الجسم يتشارك فيها الإنسان مع البهائم فهي إذن ليست بأطعمة سامية فهي فقط أطعمة دنيوية يجب أن لا نكثر منها فالمومن يتقوت فقط للعبادة ..وما ملأ إبن آدم وعاء شر ه من بطنه كما قال الرسو صلوات الله عليه.
فإذا جاءت الصاخة 33 يوم يفر المرء من أخيه 34 وأمه وأبيه 35 وصاحبته وبنيه36لكل امرء منهم يومئد شأن يغنيه37 وجوه يومئد مسفرة 38 ضاحكة مستبشرة 39 ووجوه يومئد عليها غبرة40 ترهقها قترة 41 أولئك هم الكفرة الفجرة 42
33+34+35+36+37+38+39+40+41+42/الإنذار بالساعة: وهي يوم القيامة التي من صفاتها في هاته الآيات الكريمة :
+النفخة الثانية في الصور حيث ينفخ إسرافيل عليه السلام النفخة الثانية الصاخة لقيام الناس لرب العالمين في ذهول ودهشة ووجل
+أنانية يوم القيامة : فكل ينادي نفسي نفسي ولا تملك نفس لنفس شيئا وحتى الرسل فإنهم ينادون نفسي نفسي عليهم السلام إلا محمد صلوات الله عليه رسولنا الكريم :الرؤوف الرحيم كما جاء في القرآن الكريم.. فإنه يدعو: أمتي أمتي يا غفور
+إنشغال كل امرئ بمصيره : فكل عند البعث مهموم بحسابه وإلى ماذا سيكون مصيره أللجنة أم جهنم؟ فلا يعبأ أحد بأحد والكل وجل متوجه للحساب في خوف شديد
+إشراق المومنين : فتكون وجوه المومنين مشرقة متنورة نورانية مسرورة مستبشرة بفوزها العظيم فتشرق لذلك كل قلوبهم وجوارحهم وجوانحهم
+ظلامية الكافرين : وهي إسوداد وجوه وقلوب الكفار وتكدرهم الشديد وهم مبلسون من رحمة الله متشائمون من مصيرهم الأليم في جهنم
أولئك هم الكفرة الفجرة 42
42/فجور الكفار: فبعض الناس يدعي أن للكفار أعمالا صالحة وأخلاقا سامية متناسيا فجورهم الكبير في عدم توحيدهم وعبادتهم لله تعالى وهذا قمة الظلم ..وحتى إن كانت لهم صالحات فعبادة للدنيالا إخلاصا لله تعالى .. فهي إذن من أكبر السيئات لعدم إخلاصها :فأعمالهم إذن كلها فجور في فجور.والحمد لله تعالى الذي قال أولئك هم الكفرة الفجرة ولم يقل : أولئك هم الفجرة الكفرة ..فكثير من المسلمين يغشى الفجور فالحمد له كما يشاء ويرضى سبحانه .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق