باسم الله الرحمان الرحيم
أعمال سورة الإنفطار وآياتها 19/18عملا مباركا:
إذا السماء انفطرت 1 وإذا الكواكب انتثرت 2 وإذا البحار فجرت 3 وإذا القبور بعثرت 4
الآيات 1+2+3+4/الإنذار بيوم القيامة : إذتشير الآيات الكريمة إلى تغير كوني مهول عند الساعة إذ:
+تنشق السماوات وتنصدع وتتهاوى مجتمعة بيمين الرحمان سبحانه
+تتناثر وتسقط وتتهاوى الكواكب وكل النجوم متفرقة متلاشية
+تتفجر مياه وبراكين البحار ..إذ أقرب ما تكون البراكين قربا من سطح الأرض :في البحار ..كما أن المواد التي يتكون منها الماء مواد نارية أيضا فتنفجر البحار ببراكينها ومياهها فتأمل هاته الصورة المهولة.
+وينبعث الموتى وتتلاشى القبور وتنقضي كل حياة البرزخ كما انقضت الدنيا ليقوم الكل لحياة الخلود في النار أو في الجنة.
علمت نفس ما قدمت وأخرت 5
5/تقرير المصير : ففي هذا اليوم يتقر ر مصير الإنسان والجني حسب أعمالهما..فمن قدم الخير وكانت له حسن الخاتمة دخل الجنة ومن قدم شرا وكانت له سوء الخاتمة والعياذ بالله دخل النار.
5/الدعاء بحسن الخاتمة : فكم من إنسان يمضي عمره مومنا ويموت والعياذ بالله كافرا وكم من إنسان يقضي عمره عاصيا كافرا وينهي حياته مومنا لذا وجب علينا كثرة الدعاء بحسن الخاتمة : اللهم إجعل خير أعمالنا خواتمها.وخير أيامنا يوم لقائك
يأ أيها الإنسان ما غرك بربك الكريم 6
6/تحريم الغرور بالله: وهو الإطمئنان من عذابه وعقابه مع الإستمرار في المعاصي وذاك خداع من النفس والشيطان لاستدراج العصاة إلى جهنم
6/الإيمان باسمه تعالى الكريم : فمن كرمه أن أكرم حتى خلق من عباده كرماء ..ومن كرمه أن سخر كل العالمين للإنسان وسيهب الجنان العظمى كرما ومنة وتفضلا منه تعالى للمومنين..فقد أعطانا سبحانه ما لا ولم نسأل وفوق ما نسأل وذاك هو الكريم : الذي يعطي قبل أن يسأل
الذي خلقك فسواك فعدلك 7
7/الإيمان باسمه تعالى الخالق : وهو المبدع والمخترع دون مثال سابق فهو الخالق المبدع والبارئ لكل المخلوقات فما من شيء إلا وهو من إبتكاره تعالى وخلقه
7/تسوية الإنسان : إذ سوى الله تعالى الإنسان في أحسن تقويم مكتملا معتدل الجوارح والجوانح والخلقة معتدلا في كل خلقته.
في أي صورة ما شاء ركبك 8
8/الإيمان باسمه تعالى المصور : أي هو الذي يعطي الشكل الذي يشاء لخلقه :والتصوير يكون بعد الخلق: خلقكم ثم صوركم ..والصور ثابتة في هاته الحياة الدنيا لكنها متغيرة في الحياة الأخرى كالملائكة: فهم يتصورون بما شاؤوا من صور جميلة نورانية بإذنه تعالى ..وكذلك الجن تتصور بعدة صور لكن الشياطين منها لا تتصور إلا بصور قبيحة ظلامية بمشيئته تعالى..فسبحان من جمل صور الملائكة والمومنين وقبح صور الشياطين في الدنيا ..وفي الآخرة سيقبح صور كل أصحاب جهنم..ويزين بجماله وبهائه تعالى أصحاب الجنة ..فالحمد له بلا عدد.
كلا بل تكذبون بالدين 9
9/التكذيب بالدين : وهو عدم التصديق والكفر بالخير والبر والحق التي يدعوا لها الدين الإسلامي ..والظن بأن لا خير ولا طائل وراء التدين كبعض المتمسلمين الذين يقولون نحن مسلمون دون تدين فهؤلاء من المكذبين بالدين وهو نوع من الكفر
وإن عليكم لحافظين 10كراما كاتبين11يعلمون ما تفعلون 12
10/الإيمان بالحفظة عليهم السلام : وهم ملائكة تتوالى على الإنسان وتتغير كل فجر وعصر لحفظ الإنسان وأعماله..فهم معنا أينما كنا يحفظوننا من الشياطين ويكتبون أعمالنا.وهناك من فرق بين الحفظة والكتبة وهناك من يقول بأن الحفظة هم الكتبة.
كراما كاتبين 11
11/كرم الحفظة عليهم السلام : إذ هم كرماء متساهلون في كتابة السيئات ومتسارعون في كتابة الحسنات..فيضاعفون الحسنات ويتباطئون بكتابة كل سيئة: سيئة واحدة ست ساعات لعل المومن يستغفر: وذاك من كرمهم وصبرهم بإذنه تعالى..فعليهم السلام
يعلمون ما تفعلون 12
12/علم الحفظة الكرام عليهم السلام بالأعمال: فهم يعلمون الحسنات والسيئات العظام وكيف يكتبونها... كما يعلمون دقيق الحسنات والسيئات وكيف يكتبونها فهم علماء بكل أفعالنا يقرأونها قراءة صحيحة إن كانت خيرا وحقا حسنوها وإن كانت شرا وباطلا أساؤوها وكتبوها سيئات ...
إن الأبرار لفي نعيم 13
13/الدعوة للبر :إذ تدعو الآية الكريمة للبر وهي كل ألوان وأنواع الخير والحق والفضيلة :فيجب أن نتسابق في فعل هاته الخيرات بالإئتمار بالمعروف والعمل بكل الفضائل..
13/نعيم الأبرار : وهو ليس نعيم الدار الآخرة فحسب بل هناك نعيم للأبرار الكاملي التقوى هنا أيضا في الحياة الدنيا ويتمثل عادة في: نعيمهم بلذة العبادات وحلاوة الإيمان وبرد اليقين والأنس بالله والشوق إليه والرجاء فيه سبحانه وتعالى..حتى قيل : لله جنة في الدنيا من لم يدخلها صعب عليه دخول جنة الآخرة..التي بها نعيم الأبرار لا يوصف إلا مجازا وتقريبا للأذهان فقط ..:ففي هاته الدنيالا نستطيع وصف كل نعيمهم مهما عبرنا ..
وإن الفجار لفي جحيم 14يصلونها يوم الدين 15
14+15/جحيم الفجار : وهو ليس عذاب جهنم فقط بل للكافر والعاصي حياة جهنمية مؤلمة حتى في هاته الحياة الدنيا لا يشعر بأنه فيها : إذ لا ذوق إلا من يحيا نعيم الأبرار ..فالمعاصي والذنوب تفسد جوانح ومشاعر الإنسان حتى يفقد كل إنسانيته وذوقه وكرائمه ويصير هائما على وجهه يعيش كالأنعام في بهيمية وشقاء حتى هنا قبل الموت كما قال تعالى : ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا..أي هنا في الدنيا قبل الآخرة..أما في الآخرة فلهؤلاء الفجار الجحيم الأكبر
14+15/للفجار جهنم يوم القيامة : فليس للكفار والعصاة والمذنبين إن لم يتوبوا بعد الممات إلا جحيم جهنم يوم القيامة
وما هم عنها بغائبين 16
16/خلود الفجار في جهنم : فلا يغيبون عنها طرفة عين وما هم منها بمخرجين: وهؤلاء :من وجب لهم الخلود في النار بينما هناك من المسلمين من سيدخل جهنم ثم يغفر الله له وينجيه منها..: فأهل لا إله إلا الله لا يخلدون في جهنم والحمد لله تعالى
وما أدراك ما يوم الدين 17 ثم ما أدراك ما يوم الدين 18
17+18/عظمة يوم القيامة : فالله تعالى وضع في هاتين الآيتين سؤالين متشابهين تأكيديين عن هذا اليوم العظيم ليعلم المسلم أن هذا اليوم خطير ومصيري : عظيم :لذا يجب الإستعداد له بجد واجتهاد لا بتراخي وعجز..
يوم لا تملك نفس لنفس شيئا .والأمر يومئد لله 19
19/عجز الكل يوم القيامة : فلا يستطيع غدا بعد البعث أن ينقد أحد أحدا أو ينجيه ..بل ولا حتى أن يشفع له دون إذن الله سبحانه وتعالى الذي له الخلق والأمر ..
19/لله الأمر : فلله الأمر من قبل ومن بعد أي في كل زمكان فأمره أزلي وأبدي لكن هذا لا يبدو اليوم جليا لعمي البصائر من الكافرين ..
الذين لا يعرفون بأن الأمر كله له سبحانه وتعالى إلا غدا يوم القيامة فلا يشاركه في أمره يومئذ أحد سبحانه.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق